قراءة نقدية للمجموعة القصصية “ يوم على تخوم الربع الخالي “ لـ خليفة سلطان العبري

هذه هي التجربة الثالثة لي مع الكتاب العمانين  فقبل العبري كنت قد قرأت ثلاث روايات للكاتب احمد زبيدي: سنوات النار ، امراة من ظفار و اخيرا قبل اسابيع احوال القبائل عشية الانقلاب الانجليزي و وقد كتبت حينها انها كانت تجربة بائسة اصابتني باليأس من الكتاب العمانيين. التجربة الثانية كانت بصحبة الاستاذ حمود الشكيلي و مجموعته القصصية “ النهايات ليست مفتوحة “ و قد عجبتني الفكرة العامة للمجموعة واعتبرتها في تلك الفترة تجربة مميزة جعلتني ابحث اكثر في مجال القصة القصيرة.

يوم على تخوم  الربع الخالي هي مجموعة قصصية متنوعة المواضيع نشرت لاول مره عام ٢٠١٣ عن دار بيت غشام. تتالف المجموعة من احد عشر قصة يترواح حجمها بين الورقتين و الاربع اوراق: ملتقط الخاتم ، ذات ضحى ، يوم على تخوم الربع الخالي ، ذباب على التمر ، في انتظار السلاحف ، خلف الستارة ، اختفاء الفراشة ، باحث عن ساعة ، حين يصبح الامر عاديا ، رائحة الكيذا و المتسلق. 

لا تحمل القصص وحدة موضوعية محدده او هدفا او رسالة موحدة غير ان العامل المشترك الموحد بين القصص هو طغيان البيئة العمانية علي المشاهد ، المواضيع ، النص و الالفاظ.  كذلك تطغى مواضيع الاحتفاء بالماضي و العادات العمانية الاصيلة بكل تفاصيلها خصوصا في قصص ملتقط الخاتم ، ذات ضحي ، يوم علي تخوم الربع الخالي و اختفاء الفراشة. علي خلاف المباشرة الواضحة في معظم القصص تطغي الرمزية الجميلة في قصة ذباب علي التمر و التي تدور كلها حول قصع من التمر و محاولة الذباب تجنب الايادي و الوصول اليه فعلى رغم الحضور القوي للبيئة العمانية في المشهد بكل تفاصيل الصورة البصرية التي يضعها الكاتب فان القصة مملؤه بالرمزية العميقة و القاسية. بالنسبة لي كانت قصة ذباب علي التمر الاكثر امتعا و تاثيرا و بدرجة اقل قصة رائحة الكيذا. علي الجانب الاخر وجدت كل من قصتي في انتظار السلاحف و المتسلق مختلقة و الشخصيات فيها كرتونية جدا و الحوارات متصنع فيها بدرجة مثيرة لسخرية. 

اخيرا يحسب للكاتب تمسكه بالبيئة المحلية في قصصه سواء من ناحية المواضيع او من ناحية الصورة البصرية و حتى الالفاظ المستخدمة. انقسمت القصص في المجموعة بين جيدة جدا كما في رائحة الكيذا و اختفى الفراشة  و بعيدة عن التميز كما في قصتي في انتظار السلاحف و المتسلق علي ان المجموعة تستحق الاطلاع اليها و تجعلك تترقب ما سيكتبه العبري من جديد لاحتوائها على قصة من مستوى “ ذباب على التمر “ . 

المجموعة بين يدي هي الطبعة الثانية ٢٠١٦ تقع في ٦٩ صفحة منشورة عن بيت الغشام 
تقيمي الشخصي: ٧/١٠ 
مر ٤٦ يوما و ٩ كتب ، القادم هو رواية رشحت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية بعنوان شوق الدرويش للروائي السوداني حمور زيادة

ملاحظة : الاخطاء الاملائية الواردة سببها عدم وجود مصصح في البرنامج الذي استخدمه للكتابه و لذلك اطلب العذر مسبقا. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة للمجموعة القصصية أكابر لميخائيل نعيمة

قراءة لرواية خان الخليلي لنجيب محفوظ

قراءة لكتاب الهويات القاتلة لأمين معلوف