قراءة نقدية لرواية ألماس ونساء للينا هويان الحسن
على البداء بالقول انني عندما قرات رواية الطلياني في صيف عام ٢٠١٥ اصابتني صدمة انها كانت الرواية الفائزة بجائزة البوكر لذلك العام فقد كنت اعقد المقارنه بينها و بين الروايات التي سبقتها بالفوز من امثال واحة الغروب لبهاء طاهر و رئعة يوسف زيدان عزازيل او حتى روايتي ساق البامبو و فرنكشتاين في بغداد الا انه و بعد انتهائي من قراءة هذه الرواية و التي كانت من ضمن القائمة القصيرة للفوز بهذه الجائزة قبل يومين ادركت سبب فوز السابقة فعلى ما في عمل شكري المبخوت من مشكلات فانها تسقط بالمقارنة مع رواية الماس و نساء.
تدور احداث رواية الماس و نساء ، و التي تنقسم الى جزئين يغطي كل جزء مرحلة زمنية مختلفة ، في جزئها الاول حول الماظ المراهقة الدمشقية المسيحية التي اورثاتها جدتها بابور الهندية بشره سمراء مميزة و الماسة زرقاء كبيرة سرقت من عين احد الاله البوذية. تبداء الرواية من على متن رحلة بحرية تسافر فيها الماظ مع زوجها الخمسيني الكونت كرم خوري المهاجر الي باريس بعد هزيمة مجموعة القومين العرب في مواجهة الدعوة العثمانية في انتخابات اقيمت في بداية القرن الماضي. ينتقل الزوجان للعيش في باريس و يتصلان بالمجتمع المخملي المهاجر في باريس. يتضح للاماظ بسهولة ان الخوري لم يتزوجها الا لتنجب له ابن يرث اسم عائلته كما اوصاه والده فترا غرامه اليومي مع خادمتيه الحبشيتين و احدى السيدات السوريات المقيمات في باريس تدعى السيدة تريس. تتربط الماظ بعلاقات صداقة مع سيدات المجتمع المخملي في باريس و بينهم مرافقة السيدة تريس نادجا و صديقها المعارض السوري البكباشي محمود. فجأة و دون سابق انذار نجد الماظ تائه في شوارع سان باولو بعد هروبها من الكونت مع البكباشي محمود الذي يهجرها هو الاخر بعد اخذ كل اموالها ليتزوج من نادجا. تبدا حينها حكاية الماظ مع المهجر السوري في امريكا الشمالية بين البرازيل و الارجنتين. في الجزء الثاني من الرواية تدور احداث الرواية حول كارولس كرم خوري الذي يعود الى دمشق مع جدته. يتعلق الفتى في حب خادمه في بيت جارهم تدعى لطيفة. و تجمعه علاقة صداقة مع فتى كردي يدعى بوتان كانت امه و زوجها احدى اصدقاء الماظ في باريس. هذا كل ما يمكني قولة عن الرواية دون ان افضح شي من جوانبها.
علي كل حال هذه الشخصيات و الاحداث التي تمر بها ليس هي محور الرواية بل و ليس لها اي اهمية خصوصا في الجزء الثاني من الرواية و ما هي الي ادوات سطحية لنقل نصي لتاريخ المهجر السوري في الباريس و امريكا الشمالية او الحديث عن دور المراة السورية في حركة تحرير المرأة او تاريخ الكفاح الكردي و سعيهم نحو دولة مستقلة. ببساطة يمكن ان القول ان الرواية هي دارسة وقد تكون ثرية لتاريخ السوري في المهجر و لكنها بكل تاكيد ليست رواية مميزة او حتى تقترب من التميز لا من حيث البنية الدرامية و الاحداث ا و لا من حيث اللغة و النص و بالتآكيد لا تقترب ابدا من تكوين شخصيات حقيقية . فعلى الرغم من الجهد الواضح المبذول في مجال الدراسة التاريخة نجد الكسل شديد حد الاستهتار بالقارئ في مجال الاحداث و الشخصيات فنجد الشخصيات الورقية الكلاسيكية جدا مثل شخصية كارلوس و لطيفة و بوتان و نجد الصدف الغريبة المثير حقا للحنق في علاقة الجيرة التي تجمع الشخصيات الثلاثة في الجزء الثاني. ربما كانت الشخصية الوحيدة المركبه و العزيرة و المثير للاهتمام في الرواية هي شخصية الماظ و زوجها الكونت و علاقتهما المركبة و الغريبة و لكن الكاتبة لا تقوم باستكشاف هذه الشخصيات الاستكشاف المناسب بل تكتفي بالمعالجة السطحية علي ان وجودهم في الجزء الاول جعله افضل بكثير من جزئها الثاني ولو انهت الكاتبة روايتها مع نهاية جزئها الاول لكان خير لها و للقارئ المسكين.
على كل حال يحسب للرواية تأريخها لدور المرآة السورية في حركة تحرير المرأة التي انطلقت في بداية القرن الماضي بالاضافة الى تأريخها و دراستها الغنية لتاريخ المهجر السوري في كل من البرازيل و الارجتين و اسهامات المهجر السوري في الحياة الاقتصادية و السياسية في تلك الدول.
الرواية بين يدي هي الطبعة الثانية ( ٢٠١٥) و قد صدرت عن دار الاداب.
تقيمي الشخصي: ٥/١٠
مر ٤٤ يوما و ٨ كتب ، القادم هو مجموعة قصصية للكاتب العماني خليفة العبري بعنوان يوم على تخوم الربع الخالي.
ملاحظة : الاخطاء الاملائية الواردة سببها عدم وجود مصصح في البرنامج الذي استخدمه للكتابه و لذلك اطلب العذر مسبقا.
تعليقات
إرسال تعليق