قراءة لكتاب تاريخ عمان الحديث لجيرمي جونز ونيكولاس ريدوت



يقدم الكاتبان جيرمي جونز - وهو يدير مؤسسة تقدم خدمات استشارية في اكسفورد - ونيكولاس ريدوت وهو أستاذ في المسرح  - في كتابهما " تاريخ عمان الحديث"  التاريخ العماني المعاصر منذ تأسيس الدولة البوسعيدية في عام ١٧٤٩م الذي يعتبرانه البداية الحقيقة لحركة التحديث في عمان إلى عام ٢٠١٥م. يقسم الباحثان كتابهما إلى قسمين رئيسيين: المراحل التأسيسية (ثلاث فصول) وتغطي الفترة ما بين ١٧٤٩-١٩٣٢م، والتاريخ الحديث (خمسة فصول) ويغطي الفترة ما بين ١٩٣٢-٢٠١٥م.   


 في الفصل الأول من الكتاب يركز الباحثان على اللحظة التاريخية التي اعتبرها واحدة من أهم اللحظات في تاريخ عمان الحديث وهو وصول الإمام أحمد بن سعيد وأسرة آل بوسعيد للحكم في عمان في عام ١٧٤٩م. يبتدأ الكاتبان باستعراض موجز لنشأة الدولة اليعربية وأفولها مع قيام الحرب الأهلية بين بلعرب بن حمير وسيف بن سلطان الثاني وما أعقبها من دعوة الفرس واحتلالهم لعمان الذي انتهى بخروج الفرس من عمان واستحواذ أحمد بن سعيد على السلطة في مسقط. على النقيض من رواية ابن زريق، المتعارف عليها عمانيا عن تولي الإمام أحمد بن سعيد، يقدم الباحثان رواية مختلفة للأحداث وهي أن أحمد بن سعيد تعاون مع الفرس وتمكن من اقناعهم بتوليه ولاية صحار ليحكمها باسمهم ويستند الباحثان في روايتهما حول أحمد بن سعيد ونقدهما لابن زريق إلى دراسة لبتريشا روسو اعتمدت فيها على "مخطوطة غير معنونة مجهولة الكاتب تتسق مع غيرها من الكتابات الموثقة في مختلف المواضيع وتتميز بلغتها - حسب تعبيرها - غير الانفعالية ". 


في الفصل الثاني من الكتاب يركز الكاتبان على ما اعتبراه بداية بذور الدولة الحديثة في عمان وتأسيس الامبراطورية العمانية من خلال شبكة الموانئ التي سيطروا عليها من بندر عباس وقشم إلى زنجبار وممباسا مرورا بصحار ومسقط وصور. يقسم الكاتبان هذه الفترة إلى ثلاثة مراحل رئيسية: بداية النفوذ العماني مع السيد سلطان بن أحمد ( ١٧٩٢-١٨٠٤م )، السيد سعيد بن سلطان في مسقط ( ١٨٠٤-١٨٢٨م) وصراع النفوذ مع الوهابية والقواسم والبريطانيون، السيد سعيد في زنجبار (١٨٢٨-١٨٥٦م) والتحول إلى التجارة الرأسمالية العالمية وحكايات القرفل وصراع تجارة الرقيق.  


يغطي الفصل الثالث من الكتاب واحدة من أسوء فترات التاريخ العماني المعاصر وأكثرها دموية وتشرذما هي الفترة ما بين عامي ١٨٥٦ و ١٩٣٢م واصطبغت هذه الفترة بالانقسامات والانقلابات الدموية والحروب الأهلية والتدهور الاقتصادي الفضيع هذا بالإضافة إلى بداية السيطرة المباشرة للاستعمار البريطاني لعمان. تبدأ هذه المرحلة بالانقسام الذي مهد له السيد سعيد بن سلطان بين عمان وزنجبار الأمر الذي تسبب في صراع بين الأبناء انتهاء بتحكيم البريطاني الذي أفتى بتقسيم ممتلكات الثلاسوقراطية العمانية - وهو مصطلح استخدمه الباحثان لتعبير عن مناطق النفوذ العماني في عهد السعيد بن سلطان كبديل أكثر إقناعا من كلمة امبرطوراية - بين أبناء سعيد، ثويني في مسقط وأخوه ماجد في زنجبار، ثم الصراع الداخلي في عمان وعودة الإمامة مع عزان بن قيس. يتناول الباحثان  بعدها عودة الإمامة عام ١٩١٣ والحرب الأهلية التي تبعتها والتي انتهت مرة أخرى بتحكيم بريطاني بين الإمامة وما وراءها من مشيخات وقبائل عمانية وبين تيمور بن فيصل، أدت في النهاية إلى تقسيم المقسم مرة أخرى بين عمان الداخل ومسقط والساحل من خلال اتفاقية السيب التي عقدت في عام ١٩٢٠.   


 يقدم الكاتبان في هذا الموضوع وجهة نظر مختلفة عن تلك المتداولة في الكتابات والوثائق البريطانية حول الإمامة في عمان، خلال إمامة عزان بن قيس أو حتى عودة الإمام عام ١٩١٣حيث تصور هذه الكتابات ذات الطابع الاستشراقي الإمامة والعمانيين على أنهم متشددون دينيا ومعادون للأجانب والتجارة الحرة وهو ما لم يثبت خلال سيطرة عزان بن قيس على مسقط كما لم يعرف ذلك عن إمامة ١٩١٣، ويبين الكاتبان أن عداء الإمامة والعمانيون في الداخل للاستعمار والهيمنة البريطانية هو ما شكل وجهة النظر هذه. 


كما يحاول الباحثان أن يربطا بين حركة النهضة العربية في مصر وبلاد الشام وبين ثورة الإمام عزان بن قيس أو إمامة ١٩١٣، ويصورهما على أنهما جزء من المشروع النهضوي العربي واعتقادي شخصيا أن هذا الأمر فيه مبالغة في غير محلها، وتحميل للمرسلات بين بعض المشايخ العمانيين وبين نجوم النهضة العربية أكثر مما تحتمل حيث لم يثبت تأثر الامامين أبدا بدعوات النهضة العربية. فأسباب الثورة سواء مع عزان بن قيس أو ثورة عام ١٩١٣ كانت اقتصادية بحتة ورافضة للقيود التي وضعتها السلطة وبريطانيا من ورائها على تجارة الرقيق وتداول السلاح، كما لم يثبت أي توجه أو مطالب نهضوية لدى الثوار سواء من ناحية تطوير التعليم أو الصحة أو الاقتصاد أو حتى تشكيل هيكل حكومي معاصر.


في الفصلين الرابع والخامس من الكتاب يستعرض الكاتبان مرحلة من أكثر مراحل التاريخ العماني والعالمي خطورة وتحولا وهي الفترة ما بين عام ١٩٣٢ و ١٩٧٥، يركز فيهما الكاتبان على الصراعات التي كانت تشكل المشهد السياسي العماني من البريمي في الشمال إلى عمان في الداخل ثم ثورة ظفار في الجنوب. يلفت النظر في هذا الفصل وجهة النظر الجديدة للباحثان حول السعيد سعيد بن تيمور التي تحاول تبرأته من كل حملات التشنيع التي لاحقت شخصيته وعهده سواء من الدولة العمانية الحديثة في محاولة منها لصنع الأسطورة، وعزل التحولات الكبرى في عمان بعد عام ١٩٧٠ عن أي امتداد تاريخي. أو من المستشارين والعسكريين البريطانيين العاملين في عمان والذي سعى سعيد  تيمور دوما إلى تحيدهم وعزلهم، ورفض دائما الاستماع لنصائحهم . 


يرى الباحثان ـ وهو وجهة نظر لها شيء من الوجاهة ربما ـ أن السيد سعيد كان رجلا سيئ الحظ وأن اطباعه الصلبة وتحفظه ورفضه أي نوع من التحديث في البلاد كانت نتيجة للمسار التاريخي والأحداث التي واجهها ابتداء من التركة المزرية التي ورثها عن من سبقوه سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية حيث ورث دولة مديونة ومنقسمة، وتمكن خلال حكمة ـ مهما كانت وجهة النظر حول الأساليب - من إنهاء مسألة الديون وتوحيد البلاد بعد القضاء على أربعة عشر قرن من تقاليد الإمامة في عمان. كما وجد السلطان سعيد نفسه في وسط صراع البترول والنفوذ بين الشركات البريطانية والأمريكية في حمى البحث عن أرضي الامتياز التي صبغت تلك الفترة، كما واجه إلى جانب التحديات الداخلية، تحديات خارجية كبرى من أكبر جاريين إقليميين: من المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب الإمامة وهاجمت واحة البريمي في عام ١٩٥٢، ومن اليمن الجنوبي التي وقفت بكل ثقلها خلف ثورة ظفار، هذا بالإضافة إلى دخول قوى الحرب الباردة في خضم الصراع العماني حيث دعم كل من الاتحاد السوفييتي والصين الثورة في ظفار. 


في فصوله الثلاث الأخيرة يتطرق الباحثان إلى مرحلة مهمة من مراحل التاريخ العماني المعاصر وهي مرحلة النهضة (١٩٧٥-٢٠١٥) غير أن غياب النظرة النقدية بالإضافة إلى تبني الباحثان لوجهة نظر الحكومة العمانية في معظم ما طرح سواء بالنسبة للوضع الاقتصادي أو السياسي الداخلي أو الدبلوماسي أفقد الكتاب في هذه الفصول الثلاثة الزخم الذي تميز به في الفصول السابقة وأضفت على كتابة الكثير من الرتابة وشيء من التحذلق البعيد عن المنطق. 


ففي نقاشهم للقضايا الاقتصادية والخطط الخمسية التي بدأت في عام ١٩٧٥مثلا وجدت نفسي وكأني أقرأ منشورا من وزارة حكومية أو كتاب مدرسي من الكتب التي اعتدنا عليها في دراستنا الثانوية. وفي موضوعات السياسة الداخلية والحرية والديمقراطية يحاول الباحثان الاحتيال على القارئ ـ الغربي لأنه المتلقي الأساسي للكتاب ـ بالزعم أن الديموقراطية بصورتها الغربية لا تصلح لعمان ولا تتوافق مع إرث الشورى الإباضي، كما لا تتوافق مع طبيعة الإنسان العماني المسالم الوسطي الذي لا يميل إلى المواجهة المباشرة والاعتراض، والبعيد عن التحزب و التأدلج ورغم أن الباحثان استعرضا في الفصول السابقة تاريخا دمويا من الصراعات والعنف والاغتيالات إلا أنهما تجاهلا تماما في محاولة منهم لتقديم وجهة نظر متوائمة مع وجهة النظر الرسمية العمانية لهذا الموضوع. كذلك اتخذ الباحثان الأسلوب الانتقائي نفسه في استعراض أحداث ما يعرف بالربيع العماني وانتهيا أيضا إلى وجهة نظر متوافقة مع الرواية الرسمية للأحداث، وكذلك الحال بالنسبة لإعتقالات عام ١٩٩٤ أو ٢٠٠٥م. 


على جانب السياسية الخارجية ينجح الباحثان في استعراض السياسية الخارجية المتميزة للسلطنة والتي كان السلطان قابوس ـ رحمه الله- موجهها الأول والسيد يوسف بن علوي عرابها، والتي استطاعت بنجاح الجمع بين المتناقضات والسير بسلام في حقل مليء بالألغام بين انتمائها العروبي والقومي وتبنيها للقضية الفلسطينية وتحالفها التاريخي مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما تمكنت من الحفاظ على سياسة توافقية مع إيران في عهد الشاة وعهد الثورة معا، كما لعبت دور الوسيط بين إيران و"الشيطان الأكبر" الولايات المتحدة في موضوع الملف النووي الإيراني. هذا بالاضافة إلى تمكن عمان من النأي بنفسها عن مستنقع الصراع الشيعي السني والحروب الأهلية التي تعصف حاليا بمنطقة الشرق الأوسط. 


إجمالا يستعرض الباحثان التاريخ العماني المعاصر منذ قيام الدولة البوسعيدية إلى يومنا هذا ويقدمان وجهة نظر مختلفة عن تلك النظرة التي جاءت نتيجة للكتابات الاستعمارية والاستشراقية خصوصا بالنسبة للإمامة في عمان، كما يقدم الكاتبان وجهة نظر مختلفة عن تلك المتبناة في الرواية الرسمية العمانية أو القادمة من الكتابات الغربية حول شخصية السيد سيعد بن تيمور " ينظر فيها أولا إلى الظروف التي وجد فيها السلطان نفسه بغية فهم تصرفاته السياسية والاقتصادية ". أخيرا، على الإشارة إلى ترجمة الكتاب وهي ترجمة متميزة وجميلة وجزلة للمترجم العماني الشاب أيمن العويسي وعليه أسجل هنا كلمة شكر وإعجاب بالأستاذ أيمن وفي انتظار القادم من أعماله.


ختاما اعتذر على الإطالة وأترككم مع مجموعة من الإشارات التي لفتت انتباهي في الكتاب لمن أحب الإستزادة:       

- يعد التحالف الذي نشأ بين اليعاربة وكبار التجار بداية للتوسع التجاري العماني، والخروج على الإرث الإباضي في مبدأ تداول السلطة مع تحول الإمامة إلى نظام سلطاني وراثي.    


- فور وفاة الإمام مهنا عام ١٧٢١م، " تصاعد الصراع على الإمامة من اليعاربة بعد أن انقسمت القبائل العمانية إلى جماعتين متعارضتين إحدهما بقيادة خلف بن مبارك زعيم الهناوية والآخر بقيادة محمد بن ناصر اليعربي زعيم بني غافر"  


- على النقيض من رواية ابن زريق، المتعارف عليها عمانيا عن تولي الإمام أحمد بن سعيد،  يقدم  الباحثان رواية مختلفة للأحداث وهي أن " الفرس تمكنوا من السيطرة على صحار بعد انسحاب أحمد بن سعيد منها إلى بركاء، و بعدها تمكن أحمد من إقناعهم بتعيينه واليا على صحار عوضا عن سيف بن سلطان" 


- بعد خروج الفرس من صحار، و سيطرة أحمد بن سعيد على مسقط دعى أحمد بن سعيد الحامية الفارسية المتبقية في مسقط - و قبل خروجها إلى بندر عباس طوعا حيث اعتقدت أنها جزء من الصفقة التي عقدت في صحار - إلى وليمة في بركاء انتهت بمذبحة معظم أفراد الحامية أما البقية الناجية فأغرقوا في طريقهم إلى بندر عباس. 


- يستند الباحثان في روايتهما حول أحمد بن سعيد ونقدهما لابن زريق إلى دراسة لبتريشا روسو اعتمدت فيها على "مخطوطة غير معنونة مجهولة الكاتب تتسق مع غيرها من الكتابات الموثقة في مختلف المواضيع وتتميز بلغتها غير الانفعالية … الأمر الذي يجعلها أكثر موثوقية  من رواية بن زريق الذي كان من المؤرخين الذين ساندهم سعيد بن سلطان ثم أنه كان ينقل في كثير من الأحيان دون الإشارة إلى مصادره. و يرى الباحثان " أن كتابات ابن زريق كانت متحيزة وربما أسطورية " 

- مع وفاة أحمد بن سعيد تولى الحكم ابنه سعيد الذي دخل في صراع مع إخوته سلطان وقيس وسيف. انتصر فيها سعيد الا انه تنازل بدوره عن مسقط لصالح ابنه القوي حمد. وبعد وفاة حمد عام ١٧٩٢م، سيطر سلطان على مسقط وقيس على صحار وانزوى سعيد في الرستاق محتفظا بلقب الإمامة الذي بدأ يفقد ثقله السياسي منذ تلك الفترة.             


- يطلق اسم " الإمبراطورية في بعض الأحيان على شبكة الموانئ والجزر والأقاليم المرتبطة بعمان والتي كونتها من خلال ممارسة نفوذها البحري، وظهر مؤخرا مصطلح "الثلاسوقراطية" كمطلح بديل عن الامبراطورية وهو مصطلح يشير إلى ممارسة النفوذ السياسي على نحو منسق من مركز قوي، ويرى الباحثان أن مصطلح الثلاسوقراطية يعبر عن الواقع العماني في تلك الفترة بصورة أدق، حيث يشير إلى ممارسة الحكم السياسي عن طريق النفوذ والعلاقات البحرية.


- تعود أولى العلاقة بين التجار العمانيين وشركة الهند الشرقية البريطانية إلى عام ١٦٢٤. وشهد عام ١٦٤٥م أول اتصالات رسمية بين إمامة عمان بقيادة ناصر بن مرشد وشركة الهند الشرقية البريطانية، وانتهت الاتصالات بعقد اتفاقية بين الطرفين يمنح بمومجبها الإمام للشركة امتيازات تجارية في صحار في عام ١٦٤٦، ورغم محاولة الشركة تطوير الاتفاق إلى إقامة مصنع في مسقط إلا أنها لم تسفر عن نتيجة وتوقفت. 


-  كان للصراع السياسي الأوروبي خصوصا البريطاني الفرنسي في المحيط الهندي خصوصا بعد غزو نابليون لمصر بالإضافة إلى محاولة بريطانيا ضمان طرق الملاحة البحرية عبر الخليج إلى البصرة ومنها إلى الهند أمام هجمات القواسم ، الأثر الأكبر في دفع بريطانيا إلى السعي نحو إقامة علاقات مع حكام عمان في نهاية القرن الثامن عشر.


- كما دفع سقوط الممالك الهندية وخصوصا سلطنة ميسور في الجنوب في يد البريطانيين الذي هدد الامتيازات العمانية وحرية التجارة في الموانئ الهندية، بالإضافة إلى سعي التجار الهنود شركاء السيد سلطان بن أحمد للانظام للنظام الاقتصادي العالمي الجديد ، وسعي سلطان لحفظ نفوذه في المنطقة أمام النفوذ المتزايد للحركة الوهابية والقواسم، الطرف العماني لسعي لإقامة علاقات مع حكومة البريطانية. و تكلل هذا بالمعاهدة عام ١٧٩٨ التي منحت بموجبها بريطانيا الكثير من الامتيازات في مسقط والموانئ التي تتبع السلطات العمانية في الخليج وافريقيا.


- في عام ١٨٠٠ أرسل الأمير السعودي عبدالعزيز حملة عسكرية بقيادة عبد نوبي اسمه سالم الحارق لغزو عمان غير أن الحملة فشلت بعد تصدي السيد سلطان وأخوه قيس لها أمام صحار، انسحب بعدها سالم مع جنوده إلى واحة البريمي حيث أسس قاعدة سعودية/ وهابية ، واستمر النفوذ الوهابي في عمان خلال الفترة التي أعقبت اغتيال سلطان عام ١٨٠٤ في عمان مع تحالف بدر بن سيف الوصي على السيد سعيد بن سلطان معهم ضد عمه قيس ليستمر النفوذ الوهابي في عمان حتى سقوط عاصمة الدولة السعودية الأولى الدرعية على يد محمد علي عام ١٨١٨م.


- بعداغتيال سعيد بن سلطان ابن عمه بدر بن سيف الوصي عليه واجه سعيد بن سلطان تحديين رئيسيين هما القواسم في الشارقة ورأس الخيمة والنفوذ المتزايد للوهابية في المنطقة ومسقط، سعى سعيد بن سلطان لطلب الدعم البريطاني بموجب معاهدة ١٧٩٨، إلا أنهم نصحوه " بالدخول في أي اتفاق يمكنه الحصول عليه، أما الفرنسيين فقد نصحوه بالدخول في المذهب الوهابي.


- على أن حظوظ السيد سعيد تغيرت مع فشل الحملة الفرنسية على مصر وصعود نجم محمد علي الذي سيطر على الحجاز عام ١٨١١ وأسقط عاصمة الوهابية الدرعية عام ١٨١٨، الأمر الذي خلق الظروف المواتية لتصفية الحسابات مع القواسم فدخل السعيد سعيد في حلف مع بريطانيا هاجمت فيه قوات عمانية وبريطانية رأس الخيمة عام ١٩١٩ وانتهت الحملة بمعاهدة  ١٩٢٠ بين بريطانيا و مشايخ إمارات الساحل المتصالح التي تعد بداية الاستعمار البريطاني الخليجي ونقطة تحول كبرى في تاريخ المنطقة.   


- أدى التقسيم إلى تدهور شديد في الاقتصاد العماني الأمر الذي أجج الحروب الأهلية ابتداء بالصراع بين عزان بن قيس وثويني بن سعيد، الذي انتهى باغتيال سالم لأبيه ثويني ثم قيام تحالف بين عزان بن قيس وشيخ الحرث صالح بن علي الحارثي والقاضي سعيد بن خلفان الخليلي وسيطرتهم على مسقط وعمان لسنتين، انتهت بالتدخل البريطاني ودعم حكومة زنجبار، قتل فيها عزان بن قيس خلال دفاعة عن مطرح ويقال أن الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي دفن مع أولاده حيا رغم الضمانات التي منحه إياها تركي بن سعيد خلال مفاوضات الاستسلام التي عقدت عن طريق الكونيل البريطاني بيلي.


تمكنت إمامة عزان بن قيس ومن خلال تحالف مع قبائل بني نعيم في الظاهرة وحاكم أبوظبي من استعادة السيادة على واحة البريمي بعد طرد الحامية السعودية منها "ولم يستطع السعوديون العودة إليها مرة أخرى حتى ١٩٥٤م " 


-  " تشير الاحصائيات إلى أن زهاء ٢٠ ألف عماني كانوا يعملون في الكويت ١٩٦٥، كما شكلت العمالة العمانية ٢٨٪ من العمالة الوافدة في البحرين في عام ١٩٧١" 


- كانت واحة البريمي في عام ١٩٥٢ تحتوي على تسع قرى، ثلاث منها عدت نفسها عمانية، في حين كانت الست الأخرى تتبع مشيخة أبوظبي.  تأزم الموقف في واحة البريمي في أغسطس سنة ١٩٥٢ عندما أرسلت السعودية كتيبة بقيادة تركي بن عطيشان واحتلت قرية حماسة في الجانب العماني- يذكر أن عددهم لم يتجاوز الأربعين مسلحا. و قد أوجد هذا الحدث فرصة لتوحيد عمان مرة أخرى عندما تنادى السلطان سعيد والإمام محمد الخليلي لرد الغزو السعودي واجتمعت القبائل في صحار ـ ثمانية آلاف رجل ـ إلا أن الضغط البريطاني ـ نتيجة لضغوط شركات النفط الأمريكية ـ منعت السلطان سعيد من استكمال المسير إلى البريمي وبالتي فقد السيد سعيد الكثير من المصداقية بين القبائل العمانية.


- كانت أهم إنجازات السيد طارق خلال عهده كرئيس للوزراء تمكنه من انتزاع عضوية عمان في جامعة الدولة العربية التي شارك في قمتها بالقاهرة في أكتوبر ١٩٧١. كما تكللت جهوده الدبلوماسية أيضا من حصول عمان على عضوية في منظمة الأمم المتحدة، حيث أقرت الجمعية العامة هذه التوصية في اجتماعها الذي عقدته في السابع من أكتوبر وصوت كل من كوبا وجمهورية اليمن الديموقراطية ضد هذه التوصية وامتنعت المملكة العربية السعودية عن التصويت.


- خصصت الحكومة ربع ميزانيتها التنموية لفترة ١٩٧١-١٩٧٥م لتنمية  ظفار.


- قامت الدبلوماسية العمانية في تعاملها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الثورة على مبدأ " النظر للحكومات وحكامها على أنهم عناصر عابرة ومتغيرة مقارنة بالواقع الجغرافي الاستراتيجي الذي أثبت ديمومته. 


" في إعداد المناهج الدينية في المدارس العمانية، لم تسعى الحكومة إلى تسليط الضوء على التقاليد الإباضية في عمان بل عرضت ما سمته مارك فاليري بالإسلام العام الذي تنعدم فيه الطائفية " 


يقع الكتاب في ٣٠٣ صفحة ، بين يدي الطبعة العربية الاولى ٢٠١٨ ترجمة أيمن العويسي، دار الفارابي. 

القادم رواية السائرون نياما لسعد مكاوي   


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة للمجموعة القصصية أكابر لميخائيل نعيمة

قراءة لرواية خان الخليلي لنجيب محفوظ

قراءة لكتاب الهويات القاتلة لأمين معلوف