قراءة لكتاب اتفاقية السيب للباحث العماني علي الريامي

هناك فارق كبير بين ما يكتبه السياسيون في سيرهم الذاتية والصحفيون خلال تغطيتهم لحدث تاريخي أو شخصية تاريخية وبين ما يكتبه من يعرّف نفسه على أنه باحث تاريخي. فهناك محاذير أساسية معروفة يجب أن يتجنبها المشتغلون والمختصون في البحث التاريخي إن أرادوا أن يقدموا معالجة جديدة لحدث أو شخصية تاريخية، ولعل أسوء ما قد يقع فيه أي بحث تاريخي هو الأحكام المسبقة والانحياز الأعمى لأحد الأطراف، بالإضافة إلى غياب النظرة النقدية والاعتماد الكلي على عدد بسيط من الكتب المنشورة، وهي للأسف كل المحاذير التي وقع فيها الباحث العماني علي الريامي في معالجته لواحد من أهم أحداث التاريخ العماني المعاصر وأكثرها إثارة للجدل والتي شكلت المشهد العماني في القرن العشرين، حيث قدم لنا الريامي معالجة بدت من وجهة نظر قارئ بسيط مثلي متحيزة هي أقرب للتجميع منها للبحث التاريخي. يقسم الريامي كتابة إلى فصلين رئيسيين: - في الفصل الأول من الكتاب يبدأ الكاتب باستعراض الأوضاع السياسية العمانية منذ ١٧٨٩م و هو تاريخ تولي السيد حمد بن سعيد للسلطة في عمان، والذي يعتبرها الكاتب بداية الانحراف في الحكم البوسعيدي للس...