قراءة للمجموعة القصصية “ جمجمة مهترئه “ للكاتب العماني معاوية الرواحي
انتهيت بالأمس من قرأت مجموعة معاوية الرواحي القصصية المعنونة ب “جمجمة مهترئه “ و هي ثالث مجموعة قصصية اقرئها لكاتب عماني ـ و هو بالطبع تقصير كبير مني ـ ، فقد قرأت قبلها مجموعة قصصية لحمود الشكيلي بعنوان النهايات ليست مفتوحة و مجموعة خليفة العبري القصصية المعنونة “ يوم على تخوم الربع الخالي “. ورغم انه على الاعتراف ان قرائتي لهذا النوع من الفن الادبي ـ اعني القصص القصيرة ـ محدود و خبرتي عن اصول و اساسيات كتابتها ربما تكون محدودة الى ان انطباعي كقارئ محدود الاطلاع كان ان المجموعتين التي قرائتهما قبل مجموعة معاوية القصصية افضل بعض شيء عن ما كتب معاوية سواء من ناحية المضمون و المعاني او من نحاية التركيب و اللغة او حتى الصورة التي تكونها. اخيرا و قبل الحديث مطولا عن مجموعة معاوية القصصية احب ان انوه اني قرأت لكتاب اخرين غير الكتاب العمانين من امثال غسان كنفاني و نجيب محفوظ و لكني اعلم بطبيعة الحال انه ليس من العدل بأي حال من الاحوال مقارنتها بهذه الاعمال على ما في تلك من جودة.
تتكون مجموعة معاوية القصصية “ جمجمة مهترئة “ و التي نشرت عن دار الانتشار العربي في عام ٢٠١٤ و بدعم من الجمعية العمانية للكتاب و الأدباء من ثمان قصص تترواح في الحجم بين قصص قصيرة لا تتجاوز صفحتين و بين قصص متوسطة الطول تصل الى عشرين صفحة ، و القصص هي : الوخزة ، المتسولة ورجل تلمسه الأشياء ، الطريق الى جحلوت ، حادث العظدة ، مكان اخر تملؤه الخضرة ، خارج الجسد / داخل الجمجمة ، النبوءة و انكسار خشبة مهترئة.
و انا اقرا لمعاوية الرواحي هذه المجموعة القصصية جائني الانطباع ان معاوية نجح في كتابة القصص التي تغلب عليها ربما طابع التجربة الشخصية فقد وجدت نفسي امام قصص عميقة في معانيها و حتى في لغتها و مفرداتها و يتجلى ذلك في القصة الاخيرة والافضل بطبع “ انكسار خشبة مهترئة “ و التي يقدم فيها قصة اعتقد ان مبعثها هو تجربة المريرة في مستشفى الامراض النفسية حيث يصور مشهد مريض نفسي مقيد في سريرة بصورة مريرة تصل الى القلب قبل العقل.
على الجانب الاخر فقد وجدت ان النجاح جانبه في اثناء تناولة للهموم العامة سواء مع قصص الشباب الحالم في مستقبل افضل كقصص : الطريق الى جحلوت و مكان تملؤه الخضرة او قصص تتناول مواضيع اجتماعية و صورة الحياة الاجتماعية للعائلة العمانية كما في قصة : حادثة العظدة. فقد وجدت نفسي امام قصص بصراحة سيئة في تركيبها، هزيلة جدا في مضمونها يوضح فيها التصنع و الكليشيه ـ التكرار ـ و حتي اللغة وجدتها ركيكة بعض الشيء و بعض الحوارات مثيرة ـ المعذرة ـ للسخرية.
الى جانب الصنفين السابقين التي تغلب عليها المباشرة في الخطاب يضع معاوية قصتين تحمل طابع رمزي في المجموعة و هما اول قصتان في مجموعته : الوخزة و المتسولة ورجل تلمسه الأشياء. اما الاولى فقد وجدتها جيدة بعض شيء ـ compling ـ و كان اختيارها ذكيا كفتتاحية لمجموعته القصصية ، اما الثانية فقد فشلت بقوة بالنسبة لي في ايصال رسالتها بكلمة اخرى فاني قد وجدتها بصراحة مشتته و لما يصلني اي شئ منها ـ و لكن ربما كان هذا لقصر فهمي ، ضخامة عقل كاتبها .
باختصار ، خرجت من هذه التجربة بانطباع عن معاوية انه ينجح عندما يكتب عن تجربة معاوية فقط فالقصة الاجمل في المجموعة و هي انكسار خشبة مهترئة منبعثة اعتقد من تجربته الشخصية كمريض في مستشفى الامراض النفسية ، امام القصص الاخرى فقد وجدتها تترواح بين المحاولة الجيدة و العمل الهزيل.
المجموعة بين يدي هي منشوره عن دار الانتشار العربي و تقع ١١٢صفحة.
تقيمي الشخصي : ٤ /١٠
مرت ١٢٥ يوما و ٢٦ كتابا ، القادم هو الرواية المسرحية “ بنك القلق “ لرائد المسرح العربي الاستاذ توفيق الحكيم.
تعليقات
إرسال تعليق