قراءة لكتاب الرمال العربية لويلفرد ثيسجر

" وقد أدركت أنه وبعد كل هذه الأعوام وتحت الظروف المتغيرة، لا يمكن أن تظل علاقاتنا ـ يقصد ابن كبينة وابن غبيشة ـ كما كانت في الماضي. لقد كيفوا أنفسهم وفقا لهذا العالم العربي الجديد، وهو ما لم أستطع أن أفعله. و قد افترقنا قبل ذهابي إلى ابوظبي التي كانت آخر ما أزال الغشاوة عن عيني. يظل هذا الكتاب تذكارا لماض ولى ، وتحية لشعب كان رائعا" من مقدمة الكتاب لطالما اعتقدت أن لدى بعض الكتابات القدرة العجيبة في السيطرة على ذهن قارئها منذ البداية ، في مقابل كتابات تنفر القارئ من الصفحات الأولى ولا تستطيع استعادته ـ أي القارئ - مهما حاولت في ما بعد. ومع ويلفرد ثيسجر صاحب الكتاب الشهير "الرمال العربية " لم يطل الأمر كثيرا لأنفر من الكتاب و كاتبه فمجرد قراءة مقدمته التي أبدى فيها أسفه على التطورات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات التي أعقبت اكتشاف النفط، وعلى اسفه على "شعب كان رائعا " من وجهة نظره، وعلى أصدقاء سابقين تغيروا للأسوء من وجهة نظرة أيضا بعدما التحقوا بركب الحضارة فأصبحوا يسكنون في بيوت اسمنيته ويركبون السيارات ويولمون له في خيامهم...