الكابوس ، الموت و الجحيم في رواية عُطار ل محمد ربيع ( قراءة نقدية )

رواية عطار هي ثاني رواية اقرائها من الروايات المترشحة للبوكر لهذا العام  هي من اغرب ما قرأت ليس خلال الشهور و السنوات الماضية بل هي الاغرب على الاطلاق. رواية مشبعة  برمزية فنتازية فلسفية مملؤوه بقسوة و بشاعة لدرجة مسببه الغثيان. هي حقا ابشع ما قرات اللغة ، الالفاظ ، الاحداث ، الشخصيات كل شي فيها بشع فضيع مريع كابوسي. تدور الاحداث حول هواجس و كابوس الثورة المضادة و حكم العسكر و سطوة وزارة الداخلية بالاضافه الى بشاعة الانسان و الحد الذي يمكن يصل اليه في سبيل مسعاه و طموحته. كما لا تخجل من سبر اغوار الطبيعة الانسان و الحد الذي يمكن انت تصل اليه من القسوه و الرذالة في ظل الحياة المريعه من الفقر و الجهل و الجوع التي يعيشها و للاسف معظم الشعوب العربية . 

تبدأ احداث الرواية في عام ٢٠٢٥م بعد عاميين من احتلال جيش غريب هو عبارة عن مجموعة هائلة من المترزقة و المنبوذين يسمى “ جيش فرسان مالطا “ لدلتا مصر. يحتل فرسان مالطا معظم مصر الا انه لا يدخل المنطقة الشرقية من القاهرة. و هناك ياسس مجموعة من الافراد السابقيين للشرطة تنظيم للمقاومت جيش الغزو بعد انهيار الجيش المصري من بداية المعركة. احمد عطار هو احد افراد الداخلية السابقين ـ التي ما زلت تآثر علية هزيمة الشرطة يوم ٢٨ يناير و انسحابهم. يقود احمد عطار خلية صغيرة تتمركز فوق برج القاهرة في المنطقة الشرقية ـ وهي المنطقة الوحيدة التي ظلت دون سبب وجيه عصية علي الاحتلال رغم قصفها بقسوه في اول فترة الغزو . يقوم احمد و مجموعته من القناصين بتنفيذ تعليمات قيادة المقاومة بقنص جنود الاحتلال و المتعونيين معهم من رجال السياسية و الداخلية و الجيش و كذلك من المدنين. تتوقف التعليمات و تصبح المجموعة مع مرور الزمن مهمتها قتل كل من يحلو لها سواء اكانوا مدنيين ام عسكر محتلين ام مصرين و تكون مهمتها نشر الرعب في مناطق القاهرة الغربية لدفع الناس للانفجار. بعدها يطلب من عطارد الانتقال الي الجانب الغربي من القاهرة للاعداد الى يوم الثورة الكبير و يامر بقتل اكبر كمية من الناس و في اليوم الموعود يبدا عطار عمله و حينها يكتشف شيء غريبا قد اصاب الناس ( لا اريد ايراد الكثير من التفصيل ) و يصل الى خلاصة حول ما يعيشه .

 يتحول المشهد بعدها الي عام ٢٠١١ ايام ثورة يناير و بالتحديد يوم ٢٥ يناير و ما تلاها و بطل هذا الجزء من القصة انسال الذي يطلب منه مدير المدرسة التي يعمل فيها ابقاء طفلة عمرها ٤ سنوات - لم ياتي احد لتسالمها من المدرسة - في بيته. و خلال تلك الفترة العاصفة من الاحلام و القتل و الفوضى يقبل انسال و زوجته ليلى الحامل في شهرها الرابع ابقاء زهرة معهم. يبدا انسال في البحث عن ابيها بعد ان يكتشف اختفاءه. و فالسبيل هذا البحث يخسر الكثير. و يعيش الفوضى التي اصابة الشارع المصري ابان الثورة.  بالاضافة الى انسال و زهرة يتحدث هذه الجزء من الرواية عن رجل الزابلة ـ الذي يمثل قمة الانحطاط الانسانين ـ و الطفلتين و كذلك رجل الكلاب الذي يحمل الموتى و يدفن مال يعرف هويتهم ـ الذي يمثل المخلص مفتاح الجنة . بعدها ينتقل لعام ٤٥٥ هجري يوم موت فتى يدعى صخر الخزرجي الذي للسبب ما تهتز علي نبئ موته القاهرة و في ذلك مشهد العظيم ينهض الفتى و الموتى من حوله و يكشف بصريح العبارة ما توصل اليه احمد عطار و انسال في نهاية الفصل الاول و الثاني . تتابع بعدها الاحداث  و الفصول الاخيرة في ٢٠١١ و ٢٠٢٥ و تتقاطع في بؤسسها و جحيمها و قهرها.    

كما اسلفت تطرح الرواية و دون اي تخفيف او مواربة عنف الشرطة اتجاة المواطنيين المصريين عبر الحقب المختلفة ٤٥٥ هجري ، ٢٠١١ م ، ٢٠٢٥ و ما بعده. كما تكشف العنف الداخلي للانسان و الدرجة التي يمكن ان ينحدر لها المجتمع و الافراد في ظل الفقر و الفاقة و غياب اي نوع من العدالة الاجتماعية. متوصلا في نهاية الى نتيجة او خلاصة اتركها للمن سيقرأ. تطرح تلك الخلاصة الكثير من الاسلئة الفلسفية حول حياة و السعادة و الشقاء و كذلك حول الدنيا و الاخرة. هناك الكثير من حلقات المفقودة و المشاهد المبهمه صعبة التفسير و لا يمكن الادعى اني فهمت كل الافكار التي اراد ايصالها محمد ربيع من خلال شخصياته و ما اصابها كما لا يمكن الادعى انها رواية ممتعه لكونها قاسية الي حد كبير تسبب العثيان و اللوعة في كثير من الاحيان و تبعث على الياس. كما انها تفقد لاي معالجة واقعية لاي من القضايا التي تتطرحها. هنا كانت قمة العبثية و ربما كانت هذه العبثية مبرر لبعض ما قد يراه القراد غريب حتي ف اطار الرواية. على كل حال لم تتطرح الرواية نفسها على انها واقعية و لذلك لا يمكن وضعها على المقايس التوضع عليه سواها. 

تقع الرواية ٣٠٤ صفحة 
تقيمي الشخصي : ٩/١٠ 


ملاحظة: رغم اني لم اقرء ما تبقى من روايات الا اني اتوقع انت تكون هذه الرواية هي الرواية الفائزة بالجائزة لهذا العام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة للمجموعة القصصية أكابر لميخائيل نعيمة

قراءة لرواية خان الخليلي لنجيب محفوظ

قراءة لكتاب الهويات القاتلة لأمين معلوف