قراءة نقدية لرواية الفيل الازرق للكاتب المصري احمد مراد
كنت في الصف التاسع عندما اعارني استاذ الدراسات الاجتماعية كتاب حول الثورة في ظفار ، فكان اول كتاب خارج الكتب الدراسية اقرائه من البداية الى النهاية في جلسة واحده و منذ ذلك اليوم الى الان قرأت عشرات الكتب من التاريخ الى الفلسفة و من الادب الى علم الكلام ، كتابات كثيرة توزعت بين الغض و السمين و الممتع و الممل و المأثر و المنسي الا اني لم اقرا من ذلك اليوم و حتى اليوم كتاب او رواية او نصا ادبيا اعتبرته سيئا في حينها بمقدار رواية الفيل الازرق، و لعلي لا ابالغ اذا قلت ان هذه الرواية هي اسوء ما قرات على الاطلاق.
لقد اشعرتني الرواية ، و هي الرواية التي حققت اعلى المبيعات و حولت الي فلم سينمائي و حققت شهرة جماهيرية منقطعة النظير في مصر و العالم العربي بل لم تكتفي بذلك حيث انها حققت نجاح على مستوي النخبة و النقاد فوصلت الى القائمة القصيرة لجاذزة العالمية للرواية العربية ، بالاحباط من الذوق العام و ما يحدد النجاح فيه كما انها اثارت في نفسي مخاوف من الشكل القادم و الوجهه القادمة للادب العربي و الرواية الذي بالتاكيد و سياثر علي توجهاته و طبيعة النجاح الهائل التي حققته هذه الرواية العقيمة من اي قمية ادبية او فكره انسانية بل انها ليست حتى على معاير تصنيفها و هي جانرا الغموض و التشويق برواية ناجحة او ممتعه ، انها ببساطة ايها الاصدقاء تنتمي الى فن الرواية الرخصية الخالية من اي معني او فكره انسانية و الفاشلة بقسوه حتى في النجاح في اطار التصنيف الكتابي الذي تنتمي له. انها ببساطة لا تستحق ان تنسب للكتابة الادبية و لا تستحق اي تصنيف فيه.
لن اقوم هنا بشرح تفاصيل الاسباب التي دفعتني الي اتخاذ هذا الموقف من الرواية لانها ببساطة لا ترتقي الي اي مستوي تجعلك تبذل جهدا في نقدها او النقاش حولها لانه ببساطة ليست هناك اسباب تفصيلية لان الرواية كانت رواية بلا محتوى بلا سبستنس حسب التعبير الانجليزي ليست هناك اي فكره تحملها الرواية بين جنباتها لا بصورة مباشرة و لا بالاستنباط ليس هناك نقاش لاي موضوع مهم او ذي معني او اي فكره انسانية او فلسفية او سياسية لا لا شيء على الاطلاق. ربما تكون الرواية قد ظلمت بوصولها للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية فجعلتني احملها هنا ما لا تحتمله و جعلتنا مضطرين الى الحديث حولها و معاملتها علي انها نص ادبي و ليس كقصة تافه للتشويق و غموض كتبت للمراهقين.
للاسف ان الرواية تفشل حتى في مجال اطارها الضيق و هو جانرا التشويق و الغموض “ الخالي من اي محتوي اخر ” فالكاتب الذي يصدم القراء في النصف الاول من الرواية بالكثير من الاحداث الغامضة و الالغاز لا يستطيع في النصف الثاني تقديم تفسير جيد او منطقي لها على المره ليحول الرواية في تلك اللحظة من قصة تشويق و غموض بلا اي محتوى الى قصة تشويق و غموض سيئة جدا و سخيفة. ساحكي الان لكم احداث الرواية ببساطة حتي لا يخطأ احد فيشتريها او يتعب نفسه بقرائتها تدور احداث الرواية حول طبيب نفسي يعتزل عمله و الحياة العامة بعد حادث سير يقتل زوجته و ابنته. في اليوم الاول للعودته للمستشفى يفاجأ ان عليه تحديد المستوي العقلي للمريض قام بقتل زوجته و رميها من الطابق الثلاثين في ظروف غامضة جدا. يكتشف الدكتور يحيى ، بطل الرواية ، ان المريض هو اعز صديق له ايام الثانوية و اخ لحبيبته السابقة. تلتجأ اخت المريض للدكتور يحيى الذي يستعيد مشاعره نحوها و يبدائان في محاولة حل لغز الجريمة الغامض و فك طلاسم تصرفات المريض الذي تظهر عليه اعراض انفصام الشخصية و يضل يكرر تسلسل ارقام معينه. تتعقد الجريمة و الالغاز في القصة ليصبح بعدها يحيى شاكا في نفسه و تصرفاته الشخصية و هنا تظهر حبة الفيل الازرق و هي حبه مخدره تنقل من ياخذها الى عالم البرزخ. المهم في النهاية يستخدم يحيى الحبه للعودة الي بداية عصر محمد على ليكتشف قضية مشابه لقضية صديقة و هو انه هناك وشم تشوم به المرأة التي يعجز زوجها عن الحمل نفسها فيجعل الزوج تحت تأثير الشيطان الذي يلبسه و يضاجع زوجته بدل عنها فتحمل منه. ببساطة حل الالغاز كان انا الزوج ليس مريض و انما كان تحت مس شيطاني و فك المس في تلك الارقام التي تكون كلمة المانع و هي من اسماء الله يستخدمها البطل بعد ذلك في فك السحر عن صديقة المريض… انتهت .
هذه هي الرواية ببساطة و هي كما تلاحظون رواية حقا تافه حتى في مجالها و بالطبع لا تستحق المبيعات التي حققتها و لا شهره و بالتاكيد لا تستحق ان تصل الى القائمة القصيرة للرواية العربية.
الرواية بين يدي هي الطبعة الاولى ٢٠١٥ و منشوره عن دار الشروق و تقع ٤٣٦ صفحة …
تقيمي الشخصي : ١/١٠
مر ٨٨ يوما و ١٩ كتابا ، الكتاب القادم يشهد عودتي الى عالم الفلسفة مع صاحب نقد الخ§طاب الديني الاستاذ نصر حامد ابو زيد من خلال كتابة “ النص و السلطة و الحقيقة إرادة المعرفة و ارادة الهيمنة ”.
ملاحظة : الاخطاء الاملائية الواردة سببها عدم وجود مصصح في البرنامج الذي استخدمه للكتابه و لذلك اطلب العذر مسبقا
فعلا من أسخف الروايات التي قرأتها لم اصدق ان كاتب رواية ارض الإله نفسه كاتب رواية الفيل الأزرق ينقص الجيل الجديد هذه السخافات شعرت انها تشجيع للمخدرات والوشم واشياء اخرى...
ردحذفشكرا لك لكن وبكل صراحة لم تعجبني رواية الفيل الازرق
ردحذفنص من النصوص التافهة
ردحذف