المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2021

قراءة للمجموعة القصصية ثلاث قصص جبلية لمحمود الرحبي

صورة
      هذه هي التجربة الثانية لي مع قصص الكاتب العماني محمود الرحبي وكما استمتعت بالتجربة الأولى لي مع أدب الأستاذ محمود الرحبي وقصصه في مجموعته الفائزة بجائزة السلطان قابوس للفنون "ساعة زوال"، جاءت هذه المجموعة لتثبت في نفسي ما اعتقدته سابقا وهو أن الرحبي ـ وهو بالطبع لا يحتاج لشهادة مني ـ هو قلم عماني بل عربي متميز واستثنائي في مجال القصة العربية القصيرة.    ويعود هذا من وجهة نظري الى الأسلوب الفريد الذي يكتب به محمود فإلى جانب لغته البراقة التي تجمع بين البساطة والجمال، يتميز محمود الرحبي في أنه وعلى خلاف البعض من الكتاب العرب لا يكتب بفوقية  –  إن صح التعبير في البعض - من أبراج عاجية محاولا تحدي قارئه أو إظهار تميزه على حساب ذلك القارئ بل إنه ينطلق في نصوصه من هموم البسطاء وقضاياهم وحكايتهم، إن في كتابته ببساطة صوت جامع رائع يصل إلى عقول النخبة و"المثقفين" بقدر الذي يصله فيه إلى قلوب عامة القارئ من أمثالي.   في هذه المجموعة المعنونة بإحدى قصصه "ثلاث قصص جبيلة" يقدم الرحبي لقارئه ثمان قصص قصيرة تتراوح في أحجامها بين ثلاث صفحات والاثني عشر صفحة، ...

قراءة لرواية مدن الملح: التيه لعبدالرحمن منيف

صورة
    لعله ليس من المبالغة القول أن سلسلة روايات مدن ملح هي أشهر سلسلة روائية عربية وأكثرها احتفاء بعد ثلاثية نجيب محفوظ في الأوساط الثقافية العربية خصوصا من مثقفي البلدان العربية غير النفطية  –  مصر وسوريا وفلسطين.  وكثلاثية نجيب محفوظ التي قدم فيها محفوظ التحولات الكبرى الثقافية والاجتماعية والسياسية التي عاشتها مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين يقدم عبدالرحمن منيف في روايته مدن الملح رؤيته عن التحولات الكبرى التي شهدتها الجزيرة العربية خلال النصف الأول من القرن العشرين أو بالأحرى منذ اكتشاف النفط في منطقة الخليج.     على أنه وعلى الخلاف من ثلاثية نجيب محفوظ التي تقدم التاريخ من خلال التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها عائلة واحدة خلال ثلاثة أجيال، فإن منيف يقدم تاريخ الجزيرة العربية من خلال التطورات العاصفة التي تعيشها قريتين متخيلتين في الصحراء العربية: وادي العيون وهي واحة تقع وسط الصحراء تكون أولى المناطق التي يكتشف فيها الأمريكان النفط في الجزيرة، وحران القرية الساحلية المعزولة التي تصبح أول ميناء نفطي في الجزيرة. فالشخصيات ا...